من هو المسيئ الحقيقي لجمعية الوفاء؟عندما كتبت موضوع ـ أخطاء الوفــــاء ـ الذي يهم جمعية الوفاء للتنمية والرياضة بالدريوش،لم اكن ارغب من وراء ذلك الإساءة الى الجمعية،او التقليل من شأنها ومن مساهماتها في المجالين التنموي والرياضي بالدريوش،ولم أكن اسعى من وراء المقال السابق سوى تشخيص عمل الجمعية، والقيام بجرد لمسيرتها خلال العام المنصرم،وذلك بسرد نقاط أراها تستوجب الذكروالنقاش،ونشرها أيضا تحت اشعة ـ شمس الانتقاد ـ لعل الجمعية تأخذ منها ماهو صائب وتضع جانبا ما تراه غير قابل العمل به لديها،وهذا لتتجنب الهفوات التي سقطت فيها في العام المنصرم وفي الذي قبله.
ومن واجبي كإعلامي محلي مطلع على ما يجري بالساحة الدريوشية ـ بلدية الدريوش/جماعة امطالسة ـ المساهمة في المشهد الجمعوي المرتبط بالميدان الرياضي على وجه التحديد،وذلك بواسطة مقالات تحليلية تشخص الوضع وتقدم مقترحات حلول.
وسواء كنت داخل مربع الوفاء أو خارج هذا المربع،فليس هناك مانع يحول بيني وبين الكلام والتحدث عن الجمعية،وإني أعتقد ان من ينتقد من موقع يكون فيه قريبا من الجهة التي يعنيها افضل ممن يقوم بعمل كهذا من زاوية بعيدة،وما قمت به،بنشر موضوع ـ أخطاء الوفاء ـ عبر موقع ـ الدريوش سيتي ـ والذي خلف ردود فعل متباينة داخل الجمعية وخارجها، يندرج ضمن خانة النقاشات التحليلية الهادفة الى تصحيح الاخطاء وسد الثغرات،وترسيخ مفهوم الرأي والرأي الأخر داخل هذه الجمعية وفي مختلف الجمعيات والميادين،وهذا توجه أراه سليما وسيقودنا الى فتح النقاش حول كثير من الملفات،وبالتالي التعاون على وضع الأصبع على مكمن الداء في العديد من المجالات،والهدف من وراء هذا كله هو السعي لتصويب المسار،بغية تقديم عمل افضل وناجح،والسير الى أبعد حد ممكن خدمة للمجتمع و سعيا للرقي به،وايضا حتى يكون هذا العمل اكثر دقة وتنظيما.
مباشرة بعد نشر ـ أخطاء الوفاء ـ حاول البعض استغلال هذا الموضوع للصيد في الماء الملوث،وقد سعت فئة في محاولة يائسة لتضخيم الأمور والبحث عن ثغرة في المقال رغبة منهم على ما يبدو في جعل الموضوع مصدر خلاف بيني وبين الوفاء،ورفع درجته لكي يصير منبع اختلاف حقيقي،وتحويله من وجهة نظر ورأي الى صدام وخصومة،وقد بدا لي شيئ من هذا القبيل،لكن ما يهمني هو أنني قلت رأيي بكل صراحة ووضوح وعن قناعة،أما كيف يمكن للطرف الآ خر ان يفهم ما جاء في الموضوع وكيف يعمل على تفسيره،فهذا شيئ أخر.
إن الإختلاف في الراي لايفسد للود قضية،وإن فتح ملفات عالقة وتشريحها من خلال التقاش وذلك بذكر التفاصيل غير مجزئة ولا منقوصة،امر محمود وينبغي أن يكون كذلك،وينبغي أن نناقش ونعقب بوجهة نظر مغايرة،لمعرفة الغث من السمين،ولمعرفة المواقف والأراء القريبة من الصواب،وتنوير القارء والرأي العام،والنقاش الصريح النابع عن اقتناع لهو عين الصواب،وتعبير حقيقي عن الوعي والتطور،سواء اختلفت الأراء أم تباينت أوتقاربت،المهم ان نتناقش،وبكل صراحة.
لقد اعتبر البعض ـ أخطاء الوفاء ـ إساءة مني في حق الجمعية،وطبعا هذا أمر طبيعي،وهذه وجهة نظرهم وهذا رأيهم،لكن الإشكال هو أن هؤلاء أصدروا حكما تحت عنوان ـ الإساءة ـ واتهموني بالوقوف وراء الفعل المشين،ولست ادري كيف تم الحكم؟طبعا لست المعني بالجواب،لكن أقول بأن العلاقات الشخصية والأخوية شيئ وانتقاد ـ زملاء،أصدقاء ـ يتواجدون في إطار جمعوي شيئ آخر،ولهذا يجب التفريق بين الامرين إن اردنا مناقشة الأمور والاحداث.
لقد تبين لي بأن بعض الإخوة في الوفاء أغاضهم ما كتبت عنهم سابقا،وأثيرت حفيظتهم اكثر ما استعرضته من جزئيات وتفاصيل،وهذا امر طبيعي عندي،لكن ما لم يرقني هوأن بعض أعضاء مكتب جمعية الوفاء لم يقرؤوا حتى ما دونت،وفقط قيل لهم عن ذلك،ومن خلال ما قيل لهم كونوا فكرة واصدروا حكما حول الموضوع،وهذا يطرح اكثر من سؤال،وأشير الى أن هذا الأمر معمول به في الدريوش على نطاق واسع وفي مختلف المجالات،وليس لدا الوفاء فقط.
لقد تحدثت عن أشياء واقعية،ولكي أضع القارء والمتلقي في الصورة لابدا من سرد المعطيات والتفاصيل،وحتى الجزئيات،ولايهم ماهية هذه التفاصيل،لكن الأهم هو هل هذه المعطيات حقيقية ام أنها مجرد أوهام أتى بها ـ سعيد ادرغال ـ من خياله؟
لاأعتقد بأن أعضاء جمعية الوفاء متفقون مع ما كتبت،ولا أظن أنهم جميعا ضد ما كتبت،لكن اعتقد جازما بأنني قد مهدت لنقاش عميق ومستفيض،ولبداية حوار جدي وواقعي داخلي يكون بمثابة حوار مفتوح يقود الى إعادة النظر والرؤية في عديد من الأمور،والعمل على ترتيب البيت الداخلي،وتجسيد نظام محكم يعمم كلى كافة المستويات.